آكلو لحوم البشر
آكلو لحوم البشر
إن لحم الإنسان - من الناحية النظرية – يصلح للأكل ، و قد وجهت بعض الانتقادات للجنس
البشري - من الوجهة الاقتصادية – في أنه لا ينتفع بأجسام من يموتون من الناس ، إنه يتركهم
للدود في القبور ، أو للنار و الحريق عند من يحرقون الموتى . و قد صح قولهم لو أنهم كانوا
يتحدثون عن شيء غير الإنسان ، فنحن لا ندفن الأبقار و لا نحرقها ، و حتى الأحصنة نأكل
لحومها لاسيما و الحرب قائمة ، و لكن للإنسان قيم إنسانية ترجح كل الحجج الاقتصادية ، طن
واحد من هذه القيم يرجح ألف طن من أثقال المنطق جميعها .
أما عن عادة أكل لحوم البشر ، فقد جرى فيها كثير من المبالغات ، و لكن لم تحجب هذه المبالغات
الحقيقة الواقعة ، و هي أن أكل لحوم البشر كان على الأقل مما مارسته قبائل الإنسان ، و قد لا
يزال منها إلى اليوم بقية غير يسيرة تمارسه .
و نذكر من آكلي لحوم البشر : قبائل في غرب أفريقيا و أواسطها ، و في ماليزيا لاسيما في جزائر
فيجي fiji ، و في أستراليا ، و بين المَعُوريين في نيوزيلندة ، و قبيلة الباتاك Batac في
سومطرة ، و بقايا قبائل في أمريكا شمالها و جنوبها .
أما الهدف من أكل لحوم البشر فيختلف من قبيلة إلى قبيلة ، و من حال إلى حال ، فآكلو لحم البشر
في ماليزيا يسوون بين لحم الإنسان و لحم الحيوان من حيث الاستهلاك ، فهم مع المنطق البدائي
دون القيم . و المَعُوريون في نيوزيلندة يقطعون أجسام القتلى بعد المعارك ، و يجعلونها اللون
الأول في ولائم يقيمونها من بعد نصر . أما قبيلة الباتاك في سومطرة فقد كانت تبيع لحم الإنسان في
الأسواق كما تبيع لحم الخرفان و الأبقار . و بالنسبة للفيجيين فقد كان يفخر رؤساؤهم بعدد ما
يستهلكون من أبدان بشرية ، فيحرصون على حصرها وتسجيلها .
و من القبائل من أكل أجسام البشر ، لا انتقاماً من أربابها ، و لا ازدراء لها ، و إنما احتراماً و
تجلة ، و من ذلك ما حكاه قديماً المؤرخ اليوناني الشهير هيرودوتس أن ملكاً أحضر نفراً من
اليونانيين ، و عرض عليهم مالاً كثيراً إذا هم أكلوا أبدان آبائهم عند موتهم ، فارتاع هذا النفر
ارتياعاً كبيراً ( عادة اليونان أن يحرقوا موتاهم ) ، و بالطبع رفضوا ، فعرض الملك مثل هذا
المال الكثير على نفر من قبيل آخر من البشر إذا هم رضوا بدفن أجسام آبائهم عند موتهم أو حرقها
، فارتاعوا كذلك ، و أخبروه أنهم إنما يأكلون أجسام آبائهم احتراماً لها و صيانة .
و من القبائل من اعتقد أن قوة البطل تتركز في قلبه ، و قوة الحكيم تتركز في رأسه ، فلم يأكلوا
الجسم كله ، و إنما تخيروا من أعضائه و أجزائه كل ما يدر الخير المكنون في هذه الأجزاء عليهم
، و جعلوا من الجماجم مشارب ؛ أكواباً و كؤوس .
أمور مستفظعة ، أن يستسيغ الآدمي لحم أخاه ، و لكنها حقيقة و واقع عاشه آكلو لحم البشر دون
أي استفظاع أو تنكر .
إنما هذه الحياة من صنع أيدينا نحن ... نحن من نجعلها جحيماً
ونحن من نجعلها فردوساً
لذا شبه الله الغيبة بأكل اللحم حين قال( أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)لما فيه من
فظاعة والقرررررررررف. أكيد يلي بيعملوا هيك حقيقة مش بني آدمين .اللهم عافنا
مع خالص تحياتي _أمــــــل