هل الإنسان مسيّر أم مخيّر ؟؟؟
كثيراً ما تردد هذا السؤال على ألسنة الكثيرين من العلماء المؤمنين أو الملحدين المشككين ...
كانوا يطرحونه على سبيل المعاجزة ... وكانوا يتابعون تساءلهم إذا كان الله سبحانه و تعالى عنده
علم مسبق بما سنعمل في المستقبل ... فلماذا يحاسبنا على ما نفعل ؟؟؟ و هل بيدنا تغيير قدرنا ؟؟؟
أجيب الجميع أن السؤال بسيط جداً ...
لا يوجد في حياة الإنسان ما هو تقييد مطلق أو حرية مطلقة ... فالإنسان مسير في إطار عام و في
نفس الوقت هو مخير بالعمل داخل هذا الإطار ... فمثلاً كل إنسان مجبر على أكل الطعام حتى
يبقى على قيد الحياة لكنه يملك الخيار في تناوله من شتى الأنواع و له الحرية في اختيار الطعام
الطيب أو الخبيث ... الله قدر لك أن تتزوج و لكن ترك لك حرية اختيار طريقة هذا الزواج فقد يتم
عن طريق ارتكاب الزنا أو يتم عن طريق الزواج الشرعي الصحيح ... الله سبحانه و تعالى قدر
لك رزقك فقدر لك أن تكسب كمية معينة من المال و لكن ترك لك الحرية في اختيار سبل الحصول
على هذا المال من الحلال ( العمل الشرعي الذي يقره الإنسان ) أو الحرام ( كالسرقة مثلاً ) ...
فالله سبحانه و تعالى رسم لنا خطوطاً عامة في حياتنا لا نستطيع تجاوزها ... و لكن ترك لنا
حرية اختيار الأفعال التي سنقوم بها ضمن هذا الإطار العام ... و لذلك سيحاسبنا الله على أفعالنا و
هذا من الحق و العدل الإلهي ... لأننا نحن بأنفسنا اخترنا هذه الأفعال ... و يخطر في بال
البعض أن يقول طالما أن الله قدر لي رزقي فلماذا أسعى في طلبه ؟؟؟؟ لا يا أخي ... تستطيع أن
تتوقف عن طلب الرزق و تعتمد على التواكل في حالة واحدة عندما تطلع على علم الغيب و
تعرف ما قدره الله لك وهذا مستحيل ... و بمثال أوضح طالما أنك تعرف أن نهايتك الموت فلماذا
تسعى في هذه الأرض ؟؟؟ هذا منطق خاطئ فعليك أن تسعى في هذه الدنيا لأنك لا تعلم لحظة
نهايتك ... لأن القدر غائب عنك ... و هذه نعمة كبيرة من نعم الله تعالى ...لأننا لو علمنا قدرنا و
لحظة وفاتنا لما استمرت حياتنا على هذه البسيطة .... هذا رأيي و الله أعلم ... ننتظر آراءكم .
مع خالص تحياتي _ أمـــــل