حكايات من فطنة و نباهة العوام
أحلى الحكايات لابن الجوزي
من فطنة ونباهة العوام
==================
صلّى بعض الشطّار خلف رجل ، فلما قرأ أرتج عليه ، فلم يدر ما يقول ، فجعل يقول : " أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم : ، يردّد ذلك مرارا ، فقال الشاطر من خلفه :
ما للشيطان ذنب إلا أنك ما تحسن تقرأ .
==================
روى سعيد بن يحيى الأموي عن أبيه قال : كان فتيان من قريش يرمون ، فرمى منهم رجل من ولد
أبي بكر وطلحة فأصاب فقال : أنا ابن القرنين .
فرمى آخر من ولد عثمان فأصاب ، فقال : أنا ابن الشهيد .
و رمى رجل من الموالي فأصاب ، فقال : أنا ابن من سجدت له الملائكة .
فقالوا : من هو؟ فقال: آدم .
==================
شكا أصحاب هاشم إلى أسلم بن الأحنف احتباس أرزاقهم ، فدخل على هاشم ، فقال :
يا أمير المؤمنين ، لو أن مناديا نادى: " يا مفلس " ما بقي أحد من أصحابك إلا التفت .
فضحك ، وأمر بصلة أرزاقهم .
==================
وحدثنا أبو الحسن المدايني : قال بعض العلماء :
كان لنا صديق من أهل البصرة ، وكان ظريفا أديبا ، فوعدنا أن يدعونا إلى منزله ، فكان يمرّ بنا ،
فكلما رأيناه قلنا :
{ متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} .
فيسكت ، إلى أن اجتمع ما يريده ، فمرّ بنا ، فأعدنا عليه القول فقال :
{انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون } .
==================
تظلّم أهل الكوفة من عاملها إلى المأمون ، فقال : ما علمت من عمّالي أعدل منه .
فقال رجل من القوم : يا أمير المؤمنين ، فقد لزمك أن تجعل لسائر البلدان نصيبا من عدله حتى تكون
قد ساويت بين رعاياك في حسن النظر ، فأما نحن ، فلا تخصنا منه بأكثر من ثلاث سنين .
فضحك المأمون ، وأمر بصرفه .
==================
قال يموت بن المزرع : قال لي سهل بن صدقة يوما ، وكانت بيننا مداعبة : ضربك الله باسمك .
فقلت له مسرعا : أحوجك الله إلى اسم أبيك .
==================
مرّ رجل من الأذكياء برجل قائم في الطريق فقال : ما وقوفك ؟
قال : أنتظر أنسانا .
فقال : يطول قيامك إذن .
==================
كان رجل بدار باجرة ، وكان خشب السقف يتفرقع كثيرا ، فلما جاء رب الدار يطالبه بالأجرة قال له :
أصلح هذا السقف ، فانه يتفرقع .
قال : لا بأس عليك انه يسبّح الله .
قال : أخشى أن تدركه الرأفة فيسجد .
==================
دخل مخنّث على العريان بن هيثم ، وهو أمير بالكوفة ، فقال :
يا عدو الله ، أتتخنث وأنت شيخ .
فقال : مكذوب عليّ كما كذب على أمير المؤمنين أعزه الله .
فاستوى جالسا وقال: ما قيل فيّ ؟
قال: يسمّونك العريان ، وأنت صاحب عشرين جبّة .
فضحك وخلّى سبيله .
==================
رمى رجل عصفورا فأخطأه ، فقال له رجل أحسنت .
فغضب و قال : أتهزأ بي ؟
قال : لا ، ولكن أحسنت إلى العصفور.
==================
دخل رجل ذكي إلى المسجد يصلي ، فسرقوا نعله ، فتركوها في كنيسة بجوار المسجد ، فجعل يفتش
عليها ، فرآها في الكنيسة فقال :
ويحك ، لمّا أسلمت أنا تنصّرت أنت !
==================
قال بعض الأذكياء : إذا رأيت رجلا في صلاة الغداة على باب داره ، وهو يقول :{ وما عند الله خير
وأبقى} ، فاعلم أن في جواره وليمة لم يدع إليها .
و إذا رأيت قوما يخرجون من مجلس القاضي وهم يقولون : { وما شهدنا إلا بما علمنا } ، فاعلم أن
شهادتهم لم تقبل.
و إذا تزوّج الرجل ، فسئل عن حاله ، فان قال : ما رغبنا إلا في الإصلاح ، فاعلم أن زوجته قبيحة .
==================
رؤي فقير في قرية فقيل له : ما تصنع ؟ فقال : ما صنع موسى والخضر عليهما السلام . يعني :{
استطعما أهلها} .
وسئل بعض السوقة عن سوقهم ، فقال : مثل سوق الجنة ، يعني أنه : لا بيع فيه ولا شراء .
مع خالص تحياتي _ أمــــــــــــل