(( حـَـســـناءُ أحـَـــــبتْ جـــَــــان ))
بقلمي " فارس يحيى "
تسير على الأرض ملكة
وتـــهـــتز لهـــا الأركــــان
فرحـــة بــــذاتـهـا وجمال
خــلقة وتصوير بإحسان
طابـــع حُـــسن في خديهـــا
وابتســــامة تـُسعــد الحيران
وجههــا بــــدر وفــيه سعـادة
من يــــراها وبعشقها سهران
ووشـــم على الـــذراع وبياض
ينيـــر في ظــلماء الجــــدران
أمام الــمرآة تمشـــط جـــدايل
شعـــرها وله طـــول ســرحان
خــصر يلـــوح وقـــــوام ممــزوج
برقــــة وعبيـــرها يثير الافتتان
إذا رآهــا في حــــارات رجــــال
وشبــاب وصبية فهــم يرتقبان
ونــســـاء يحــــسدون حُسنــها
ويقولون سبحان الخالق المنان
ورفاق يتقربون ينالون عبيرهـــا
رغبة الحُسن وعيون لها عـِيان
ذهـبت ليلا تـَدبُ الأرضْ بنعليها
وترى الأنـــس ولا تــــــرى الجان
افتــتن ببـــريقها وما رأى مثلــها
من الإنس فلبسها باطــــمئنان
تأثــــرت برعدة وفـــزعة احــتوتها
الرجــــفة وظـــنت انه بــركـــــان
تدفــــق في دمائهــا وسعى في
أوردتـــــها فـــج ومـــارد بلا إيمان
تقــــوم من اللـــيل تصـــــرخ من
كابــوس وطئــهــــا و امتحـــــــان
يهــــرولون أهـل البيت ليشهدوا
ما فيها أهو صرع أم هي أحزان
ويسقـــونـــها المــــاء ويسكــبون
على رأسهـــــا وهـــم يقترحـــان
آ طبيــــب يـــذهبون بــها أم هي
نظــــرة مــن عمـــل الشــيـــطـان
لا جـــدوى من الـــطـــب ولا هـــم
يعلمـــون ما بــها من أسخــــــــان
استيــطن بهــــا مــــــــــارد أم هي
محســـودة من فــــتيات أم جيران
وكــُشــفــــــت الحُــجب في للــيل
وظــــــهر لـــــها في صـــورة إنسان
وكــــاد يلمـــع كالمرآة وفي وجـــهه
نــــــــور وروح و ريحــــــــــــان
فصـــــــــــكت صدرهـــــا بكــــــفيها
نظــــــــــرت إليه في ذهـــول وهي
لا تـــــــــدرك أنـــــــه ماكر وجــــبان
آتاها يداعــــــبها في فـراشـــــــها
الحـــــــــرير حتى ارتخـــت وحنان
انفــــــــجر بداخلها زهــــــــو الشبق
بأردافـــــها ومالــــت له بجـــــنان
انغــــــمست غــــــــارفة في خـيالها
وتــــــــــريد العــــشق في المكـــان
فـــــــــقال لــــــــها أنا مطـــــرود من
رحـــــــــمة الله وأنا ملعـون بالأزمان
لا عـَــقبت ولا تركـــــــــــته يرحـــــل
وأمســــكته بلـــهث وكــانت بركـــان
غــــــــذى الـــروح وسلب منها خوفها
وجــــــــردها من استغـــاثة واحتقان
أغلـــــــــقت عليــــها بابــها ولا تــريد
من يُخـــــــرجها من عــــــــشق أدان
أطـــــــال العــــبث فيها وـــهو الرزيلة
وهو الــــــذي خــــــــلق من النيران
لعنة من الله ومخـــــذول وأقــَســـــم
ليحــــــــتنكن من ذرية آدم الفـــئران
ويسحرهــــم بصوته ويمتطيهم ويمنيهم
الأماني عارض ويسقيـــــهم وهو الظمآن
وجـــــاءوا بشيخ ورقـــــــيا جلل ويخـــــرج
منها المــــــــــارد وعــــــــــلاج بالــــــقران
فـــــــــوجده ساكن في أصـــابع قدميـــــها
وهـــــــــو يستغيث من كـــــــــلام الرحمن
فقــــــــال له أخـــــرج منها ولا تمــــــاطل
لئووتينك بســـوط وأحــــرقك أيها الثـــــعبان
فخــــــر خوفا ومغشيا ورهبة وأسرع يهـرول
من كلمــــــات أحــــــــــــرقته وذكر ران
فيــــــــــا عجب على حســـــــــناء عشقت
نفســــــــــها أمــــــام مرآة ورأت الأمـَـــــران
فمـــــــــــا قـــــــولكم بأن الله خلق الإنس
من طين لازب والجـــــــان من نار ليعبدان
فلا سلــــــــطان من جــــــان على إنسان
فـــــــاعتــبروا يا أولــــــي الأبــــــصار
من قــصـــــة حسنــــاء أحــــــبت جـــان[url][/url]
[img][/img]