إلى فدائية

إلى كل عفيفة فى الأرض الأبية


(إلى فدائية)

هكذا أنت فكونى مثلما

عشتِ بصدرى ألف عام ثائرة

تلك صورتك التى سكنت بقلبى

غُرة طُبِعت على جيد العروبة

بيننا عهد فتى لا تشيخ أواصره

هكذا عُلمتُ فيكِ عروبتى منذ رتلتُ الحروف

ومنذ كنتُ

وحلمتُ ذات يوم امتطى ذاك الجواد

مدرعا بخوزتى وعمامتى والسيف يبرق فى يدى

يجتث أعناق الأفاعى

كى تسيرى فى ربوع القدس

شامخة متفاخرة

لا تكونى مثل غيرك

أنتِ لست مثلهن

حين يخلعن الحياء

كونى أنت حياءهن

أنتِ عرض للرجال

فى زمانٍ قلما تجد النساء حصونهن

فى زمانٍ مات فيه عنترة

أنتِ أمل أننا ما زلنا نحمل فى العروق دماءنا

وننبذ كل أنواع الدماء المُصدَّرة

أنت أمل أننا

مازلنا ندرس كوننا

كونهنا

ونرفض كل أنواع المناهج والحروف المُسكِرة

أنتِ آذان يُرَددُ فى قلوب العارفين

فى براح صدورنا

نبتت دموعك صيحة مستنفرة

أنتِ راية جندنا فتخيرى

بيضاء ام حمراء

أم صُبغت بلون عقيدة الأبطال

والأرض الأبية

أنتِ عنوان الشهادة فاحذرى

زهد الفوارس إذ رأوكِ مُنفِّرة

أنا لن أقص حكايتى

لكنكِ حتمًا علمتِ ما سأروى

إن الشريدة حين تترك جمعها

تعوى الذئاب وتستبيح العاقرة

كل اللذين تملقوك

لم يحرصوا أبدًا عليكِ

لا تتركيهم يخدعوك

فإنهم لا يدركون ما القضية

إن القضية إنك أنتِ العفيفة والنقية

إن تضلى او تحيدى

فى حيادكِ ألف أرضٍ خاسرة

أنتِ آلاف النساء القابعات

خلف قضبا ن التمنى

ناظرين الشمس تشرق

فى عيونٍ حائرة

أنتِ ريم ووفاء والأبية قاهرة

حين تنسى من تكونى

إن تضلى أو تخونى

كيف تجدى من يهب لقيد أسرك يكسره ؟؟؟



للشاعر وحيد حواس